كنتُ من الذين انتقدوا بعض الاختلالات التي تم تسجيلها خلال الأيام الماضية، وقد طالعتُ اليوم (الثلاثاء 2 يونيو 2020) بعض الأخبار التي تتحدث عن تحسن هنا وهناك في مجال التصدي لوباء كورونا، ويمكن تلخيص هذا التحسن في ثلاث بشارات جاءت من أمكنة مختلفة.
البشارة الأولى
أول هذه البشارات جاءت من الحي السكني الجامعي، وعلى لسان صديقي المفتش سيدي ولد محمد الأمين المعروف بصرامته وعدم مجاملته، خصوصا عندما يتحدث عن العمل الحكومي.
تحدث المفتش سيدي ولد محمد الأمين ـ والذي نسأل الله أن يشفيه ويشفي جميع المرضى ـ عن تحسن في الوجبات داخل السكن الجامعي، فكتب : "لقيت وجبة الغداء اليوم في الحي الجامعي رضا الغالبية من المحجوزين حيث وصلت الغرف وهي ساخنة لأول مرة." وكتب من بعد ذلك: "جلسة استرخاء بعد صباح هادئ مر دون مشاكل تذكر بعد تحسن ملحوظ على كل المستويات في الحي السكني الجامعي..
لا تفاقم لأية أعراض..
لا تسجيل لشكاوى..
المجتمع هنا متضامن ومتراحم..."
البشارة الثانية
البشارة الثانية جاءت من مدينة كيفة من خلال خبر نشرته وكالة كيفة للأنباء مرفقا بالعديد من الصور، وقد جاء في هذا الخبر : "نظم العشرات من النشطاء وممثلي الجمعيات الأهلية بمدينة كيفه اليوم 2 يونيو 2020 وقفة أمام مركز استطباب كيفه فعبروا عن شكرهم وإجلالهم للطواقم الطبية بالمستشفى والولاية عموما، هاتفين بشجاعتهم وتضحياتهم الكبيرة في مواجهة هذا الوباء الخطير. وحمل هؤلاء شعارات تشيد بالأطباء وترفع لهم القبعة."
البشارة الثالثة
ثالث هذه البشارات عبارة عن شهادة ميدانية قدمها الممرض والمدون المعروف حبيب الله ولد أحمد، والذي تحدث عن توفير وزارة الصحة لسترات ووسائل الوقاية للعمال الميدانين، خاصة في أقسام الحالات المستعجلة وطواقم الخطين الأول والثاني في مجال التصدي لكورونا.
أكمل هذه البشارات المتعلقة بالتصدي لوباء كورونا بخبر طالعته اليوم في موقع وكالة الأخبار المستقلة، وقد جاء فيه :
" أصدر الرئيس محمد ولد الغزواني أوامر إلى الحكومة بضرورة إرسال بعثات من المفتشية العامة للدولة من أجل التحقيق في مختلف الصفقات المرتبطة بالبرنامج الحكومي لمكافحة فيروس كورونا".
أرجو أن تكون هذه البشارات الثلاث قد جاءت في إطار تنفيذ فقرة من خطاب رئيس الجمهورية بمناسبة عيد الفطر المبارك، وهي الفقرة التي قال فيها: " لقد أجرينا تقييما شاملا للمرحلة السابقة من تنفيذ خطة مكافحة وباء كوفيد-19، أصدرنا على إثره تعليمات واضحة للحكومة، بالعمل الفوري على سد ما ظهر، هنا وهناك، من ثغرات، وعلى تقريب الخدمة من المواطن، والحرص على الشفافية في تسيير الموارد، إذ لن تنفع أي خطة مهما كانت محكمة ما لم تكن الشفافية الطابع الأساسي لتنفيذها. وإننا لن نتساهل مع أي شكل من أشكال الفساد أو الإخلال بضوابط الحكامة الرشيدة."
البشارة الرابعة
رابع البشارات جاءت من الشمال، وتحديدا من شركة "اسنيم"، والتي وصلت أرباحها للعام المنصرم إلى 105 مليار أوقية قديمة. الأهم في هذه البشارة هو أن مجلس إدارة الشركة قرر منح العمال البسطاء 4 رواتب إضافية، و3 رواتب ونصف لعمال الفئة المتوسطة، و3 رواتب إضافية للأطر.كما قرر المجلس تخصيص مبلغ 650 مليون أوقية قديمة للغلاف الاجتماعي.
البشارة الخامسة
وصلتني من داخل الاجتماع الذي عقدته اليوم الأحزاب الممثلة في البرلمان (الأغلبية والمعارضة)، فقد اتفقت هذه الأحزاب على أن تصدر بيانا تعلن فيه عن تجاوزها للتجاذبات الأخيرة، وأرجو أن يكون ذلك بداية لتنسيق جدي وحقيقي بين هذه الأحزاب.
لقد جربت الأغلبية والمعارضة الصدام خلال العشرية الماضية والنتيجة تعرفونها، فلماذا لا تجرب هذه الأحزاب التكامل والتنسيق فيما بينها خلال فترة حكم الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني؟
حفظ الله موريتانيا...