المدرس والنائب!
العلاوة التي من المرجح أن يصادق النواب عليها لزيادة رواتبهم الضخمة؛ قدرها 250 الف أوقية. هذه العلاوة أكبر تماما من راتب مدرس على شفا التقاعد بعد ركام من العمر لا يقل عادة عن 30 سنة من محاكاة العيش الكريم وتدوير الصمت والمسكنة.
النائب لا يدرس أطفاله في مدارس الدائرة التي انتخبته نائما عنها تحت قبة البرلمان ولا في المدارس العمومية بالعاصمة نواكشوط، ولا يتداوى غالبا في المستشفيات العمومية، ولا يحترم إشارات المرور. ويستخدم حصانته غالبا في التهرب من الضرائب والاستثمار تحت الطاولة وجلب التجارة من الخارج. أما إذا أراد النائب "الموقر" تقوية مستوى أولاده في المواد الدراسية فيتصل على مدرس-أكبر منه شهادة ربما- فيأتيه هرولة مع السائق وعلى محياه المسكنة والتودد المصطنع لينزوي بأولاده في غرفة توجد قرب مرآب المنزل ليدرسهم مقابل أجر ربما يكون في الأشهر القادمة مقتطعا من العلاوة التي وفرها النائب لنفسه وحجبها عن المدرس!
قلتها عدة مرات وبسببها هربت في وضح النهار؛ الدولة لا تحترم المدرس مطلقا؛ لو كانت تحترمه حقا لما تركته يعمل في بنية تحتية ومعنوية بائسة للغاية. الراتب حتى ولو ارتفع فهو من دون الكرامة بلا فائدة.
كرامة المدرس في قوته المعنوية والنقابية عندما يقرر أن يضرب حقا؛ لا أن يلتقط فقط بعض الصور التذكارية في أيام معدودات من الشهر ليستعطف الحكومة ببكاء لا يزعجها بقدرما يشجعها أكثر على التمادي في إهانته وتقزيم مطالبه المشروعة.
إن حكومة لديها فصول دراسية بهذا البؤس العمراني كما في الصورة المرفقة؛ وتخطط لبناء برلمان ميزانيته 7 مليارات كما في الصورة المرفقة أيضا، وزيادة رواتب نواب وقع جلهم على الاعتداء على الدستور تطبيلا لرئيس قطعوا "رحمه" عندما بات خارج السلطة لا تستحق الاحترام التنموي لحد الآن.
مَن يَهُن يَسهُلِ الهَوانُ عَلَيهِ
ما لِجُرح ٍ بِمَيِّتٍ إيلامُ
هنا لعيون(العرگوب). الشتاء لم يأت بعد؛ 16 ديسمبر ونحن لا نشعر بالبرد. أحمل مسؤولية تأخر الشتاء هذا العام؛ لقتلة الطيور والأرانب وقاطعو الأشجار والدول الصناعية والغائبة التي لا تعرف نفسها جيدا.
الساعة 20:50 وأقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.