في حصة الفيزياء كانت السبورة تخضع لحركة اهتزازية أثناء الكتابة؛ مما جعلني أضع عليها يدي الأخرى حتى لا تتحرك الحروف حركة جيبية؛ أو تسقط مثلما حدث صباح اليوم في حصة زميلي أستاذ اللغة العربية.
الصورة من أحد أقسام ثانوية فصالة؛ التي تحتوي ومنذ أعوام على ثلاث حجرات وشبه حجرة وحسب رغم وجود مدارس ابتدائية مكتظة تغذيها سنويا بالتلاميذ. في هذه السنة الدراسية؛ توجد فيها تسعة فصول دراسية ضمنها الباكلوريا تقابلها ثلاث حجرات وشبه حجرة! مما جعل من تأجير أقسام طينية هو الحل المتاح أمام البلدية.
النقص المتكرر في طواقم التدريس والبنية التحتية جعل لحظة الافتتاح الفعلي (t=0) لم تأتي بعد، فنحن مازلنا في الزمن السالب من السنة الدراسية، والزمن السالب هو المسؤول عن جعل حركة التلاميذ من أبناء الطبقات الفقيرة نحو الجامعة حركة متباطئة نتيجة عدم حصولهم على تعليم مكتمل الشروط قبل الجامعة، فيدخلونها في سن متأخرة ولا ذنب لهم في ذلك؛ الذنب ذنب الحكومات التي مازالت تتكاسل في إصلاح التعليم أو تتظاهر بإصلاحه؛ فإصلاح التعليم يحتاج للكثير من الشجاعة والصدق والوضوح. وإن كان هناك إصلاح جاد كما نسمع..فإنه يحتاج لعملية تكبير حتى نشاهد آثاره على الميدان وليس في تدفق التعميمات التي تجعل من أصغر سمسارة وزارة التعليم يموت من الضحك عندما يقرأ مضمونها.
الصورة المرفقة التقطتها من حصة اليوم، وسبق وأن التقطت واحدة تشبهها العام الماضي وضمنتها رسالة لوزيرة التعليم تحت عنوان رسالة من تحت الطباشير، لا أعرف إن كانت قد وصلتها أم لا؟ رغم أنها حازت وقتها 588 مشاركة و 1108 تعليق و 3214 تفاعل. المهم أن مضمونها يصل للوزارة كل عام في تقارير الاختتام لكن الأخيرة لا تحرك ساكنا. إن تطوير التعليم هو الحل. وأعتقد بأن تدريس المنطق والفكر في جميع مراحل التعليم الثانوي أصبح ملحا حتى نخلق أجيالا قادرة على التحليل والتفكير المنهجي وعلى استيعاب الهزات العنيفة التي سيشهدها المجتمع عاجلا أم آجلا وهو يسير بمشقة نحو الوعي والحرية. اللهم قد بلغت اللهم فأشهد..
هنا فصالة. الشمس تميل إلى الغروب رغم الضباب الذي يبتلع أطراف المدينة.
الساعة 17:57 وأقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.