لايمكن لأي متابع المكابرة في أن الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني ركز خلال مأموريته الأولى على وضع آليات لضمان نزاهة المنافسة الانتخابية الشريفة، وتحقيق مجتمع ديمقراطي حقيقي يقوم على دعائم التعاون البناء والمشاركة الشعبية السليمة التي تهدف الى حماية المصلحة العامة واحترام ثقافة وخلفيات وتقاليد المجتمع الموريتاني الذي عرف عنه الكرم والتسامح والتآخي بين مكوناته وجميع أفراده.
ومما يجلب الاستغراب والتساؤل سعي بعض العقلاء إلى استغلال قرب الاستحقاقات الانتخابية لترويج بعض الأراجيف والأكاذيب حول كل شيء، عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت ملاذا لافتراءاتهم؛ ويتنوع إرجاف هؤلاء المرجفين، حيث يحاول بعضهم إطلاق إشاعات وكأنه يتمنى أن تدخل بلادنا -:لا سمح الله - في حرب مع بعض جيرانها، وأحيانا يحاول المرجفون إسقاط وإضعاف بعض الشخصيات التي تعمل وتثابر في بناء المجتمع، فيطلقون الإشاعات المغرضة والمحرضة، وذلك لتصفية حساباتهم الشخصية الضيقة.
علينا أن نتصدى لهؤلاء، انطلاقا من قيمنا الإسلامية والوطنية التي تدعو إلى التآلف والتكاتف واحترام الرأي الآخر والإيمان بروح التنافس الإيجابي الشريف.
لقد أضفى المشروع الإصلاحي لفخامة رئيس الجمهورية مسحة أخلاقية على العملية السياسية برمتها، وأعطى مساحة واسعة للحراك السياسي الانتخابي، لا توجد فيها خطوط حمراء أمام كل من تتوفر فيهم الشروط القانونية للمشاركة في العملية السياسية، إيمانا منه أن جميع المتنافسين الجادين، هم شركاء في المشروع الوطني، سواء حققوا الفوز أم لم يحققوه.
وحتما فإن استغلال الديمقراطية والحرية بطريقة سيئة، سيؤثر بالسلب على العملية الانتخابية ككل، ويخل أولا بالضوابط والأعراف الدينية، وثانيا بالقوانين والضوابط والمعايير الموضوعة المتفق عليها أخلاقيا.
من حقنا كمواطنين ان نجني مابذر ثمرته وأرسى دعائمه فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني من تفاهم وانسجام داخل مجتمعنا وشبابنا بصفة خاصة، ونشهد منافسة انتخابية شريفة، وسط مناخ انتخابي قائم على احترام وقبول الآخر والعمل يدا بيد من أجل المصلحة العليا للوطن والمواطنين، بعيدا عن المزايدات والمهاترات العبثية التي لا تخدم أحدا.