اظهرت المنافسات على الدوائر الانتخابية في مقاطعة تامشكط بروز مفهوم الإزدواجية السياسية ويتمثل في سعي بعض الأطر السياسين إلى الاستفادة من الحصيلة الانتخابية في أكثر من حزب وهي ظاهرة جديدة كان الحزب الحاكم قد حظر منها بعد موجة المغاضبة التي لحقت به إبان إعلانه عن مرشحيه في الدوائر الانتخابية.
واليوم وبعد اسدال الستار على المرحلة الأولى من دفع اللوائح فإن المشهد السياسي للمقاطعة هذه السنة سيكون أكثر سخونة من ذي قبل لأنه سيعرف تنافسية من نوع خاص أبطالها سياسيون يتخطى طموحهم سقف التوقعات ففي بلدية كيعت التيدومة مثلا هناك صراع محتدم بين الحزب الحاكم (الإنصاف) والإصلاح والصواب ولكن الملفتت في الأمر هو طغيان الإزدواجية السياسية على المشهد السياسي في هذه البلدية حيث يحظى مرشح حزب الإصلاح بدعم كبير من طرف أحد الأطر الفاعلين في حزب الإنصاف وهو أمر مستغرب ربما يدفع حزب الإنصاف ضريبته في الاستحقاقات القادمة إذا أستمر الأمر على هذه الحال.
إن الساحة السياسية بهذه المنطقة بحاجة ماسة إلى الهدوء والانسجام حتى تتمكن من مواصلة المشوار الذي عُرفت به منذ غابر الازمان وهو الدعم اللا مشروط للحزب الحاكم، وأي تغيير في هذا الصدد يعني بحق الخروج على الألوف وهو ما قد يكلف حزب الإنصاف بعثرة في بعض الاوراق في وقت يحتاج فيه الجميع إلى السكينة والهدوء.