لست ممن يمتشقون الأقلام للدفاع عن الأعلام و لا من المزمرين لذوي النفوذ استجلابا لرضاهم أو جشعا لما يكنزون من عرض و فتات.
ظل هذا الفضاء زاخرا بثناءات الطامعين و استرضاء المتمكنين و الذود عن حياض الأقربين و خاصة إذا كانوا ذا حظوة في القيادة و السيادة و النفوذ، -و إني لمن قوم منهم الوزير و المدير و الفريق -و مع ذلك ما سطرت يوما حرفا توددا لذي منصب ولو كان ذا رحم و قربى.
إن عاصفة مقتل الشهيد الصوفي ولد الشين خلفت من الآلم ما يدمي النفوس، و هي جريمة من العيار الثقيل و اختبار لمنظومتنا العدلية و الأمنية لإبراز قدراتهما على كشف المتلبسين و امتلاك القوة على تنفيذ الحكم أيا كان الجاني الأثيم، و للأمانة كان التعاطي من الجهتين رائقا و في مستوى التطلع ، رافقه حراك شعبي عكس اللحمة و فرض آلية غير تقليدية للتعامل مع القضايا الجنائية المربكة.
سلكت التحقيقات حتى الآن مسارا قانونيا طبيعيا و كان حضور الأمن فيها لافتا مما يبرهن على حياد قيادته و حرصها على كشف الستار عن كواليس الجريمة و استئصال الجناة.
إن مطالبتنا - كمواطنين - بالضرب في معصم الحقيقة و تتبع آثار القتلة و استخراج الذئاب المعتدين من جحورهم مطلب وطني و أخلاقي و إنساني بديه ، لكن استباق نتائج القضاء و إلصاق التهم بالناس و استهداف أعراضهم تناقض مع الذات و مخالفة صريحة للقانون الذي ننشد فيه العدل و إحقاق الحق في هذه النازلة و غيرها.
إنه لمن الخبث و الخبائث توظيف منكر مقتل الشهيد الصوفي ولد الشين و امتطاؤه للنيل من الفريق مسغارو ولد اغويزي الذي يخدم وطنه و شعبه بتفان منقطع النظير عبر كل الدوائر الأمنية التي تولى سيادتها و في مختلف المكونات العسكرية.
إن دور الفريق مسغارو في التعاطي مع هذ الحادثة الأليمة كان رائدا و مبعثا للاعتزاز و يجعلنا نشعر أن جهاز الشرطة لم يعد كما كان في إضمار جرائمه و وأدها في المخافر دون أن تكشف عنها الستائر.
المتتبع لمسار القرارات الصادرة حتى الآن من توقيف عناصر المفوضية المداومين بمن فيهم المفوض نفسه و كذا تعليق الخدمة فيها و إسنادها لأخرى مؤقتا يدرك أننا أمام نقلة نوعية في ثقافة الإرادة الأمنية بقيادة الفريق مسغارو ولد سيدي.
على الحاقدين أن ينكسوا رؤوسهم و يختبؤوا خلف خبايا أحقادهم فلن يدركوا مما يبتغون شسر نعالهم و سيظل هذا الشعب متلاحما متماسكا كالبنيان يشد بعضه بعضا و ستبقى شموع الحق ساطعة تنير دياجي الظلام ، و ما كان للشامتين أن يضعوا من رفعه الله.