حين تهون المعرفة وتذبل أغصانها لدى النخبة وتساقط أوراق شجرها الوارف الظل دون أن يحس من يتبناها نهجا وفكرا وطرحا وحياة ومستقبلا ، فكبر على مستقبل أي أمة حالها هذا أربعا.
إن إلقاء نظرة سريعة على مبنى المعهد التربوي الوطني بمدينة لعيون ؛ المؤسسة التي توكل لها الدولة مهمة إنتاج الكتاب المدرسي والمقررات التربيوية وتسعى من خلال ذلك إلى بناء معرفة راسخة تتماشى وروح العصر ، مع مايقتضية الإبقاء على الثوابت الدينة والأخلاقية ،وعادات وتقاليد المجتمع من سلوك لايعيبه الدين وقيم مثلى تكرسها طبيعة مجتمعنا.
إن إلقاء نظرة خاطفة على هذا المبنى يكشف مدى ماوصلت إليه نخبتنا ومن يتولى شؤون التربية والتعليم ومن يفترض منهم أن يسهروا على صيانة تلك الأبنية ، وإظهارها في الشكل اللائق الذي ينبغي أن تظهر فيه من إهمال وتسيب وفوضى.
كم من زائر مر من جانب هذا المبنى فرق لحاله ، وساءه واقعه ، فأكنر بالقلب واللسان واليد ، متسائلا عن مصير تلك الميزانيات الضخمة التي سخرت لهذه المؤسسة دون أن تشهد أي تطور لاعلى مستوى الشكل ولا على مستوى المضمون .
فأين هم مسؤولوا تلك المؤسسة وكيف يقبلون بواقع هكذا ، أم وازع الوطنية وضمير المسؤولية مات لديهم ؟!!