على بعد خمسة و عشرين كيلومترا شرق مدينة " اعوينات ازبل " عاصمة مركز لعوينات الإدارى بولاية الحوض الشرقي، ضربت قرية ( الدفعة ) أطنابها لتحتل مكانا جغرافيا اختاره مؤسسوها لتتأسس عليه علها تجد في قابل أيامها مايطمح له مؤسسوها من خدمات تنموية تنتشل ساكنتها البدو من مستنقع البداوة ومخلفاته إلى المكان الرحب الفسيح الذي تتيحه المدينة وتعكسه المدنية في جوهرها العميق وشكلها الأنيق من إتاحة الفرص في الحصول على التعليم والصحة والماء والكهرباء والتخطيط المعماري .
وتأتي الرياح بما لاتشتهي السفن ،
لم يدر بخلد المؤسسين الآباء يوما أن جهدهم سيكون هباء منثورا وأن أملهم سيتلاشى بعد أن هجر القرية ساكنوها ،واختفت أبنبتها بين الكثبان الرملية التي زحفت عليها زحفا لتواريها تحت حصاها وتدفن معالمها تحت تلالها .
أصبحت القرية اليوم خاوية على عروشها فلا زائر يزورها ولا ذاكر يذكرها هجرها الأهل بعد أن تعطلت الآبار وغارت المياه العذبة من ءابارها وأصبحت ملوحة المياه سمة بارزة لمناهلها فكثرت الأمراض وانتشرت بين المواطنين هناك فأزفت ساعة الرحيل وحمل القوم ماخف وزنه من أمتعتهم وأغراضهم ميممين وجوهم شطر أماكن أخرى علهم يجدون فيها سقيا عذبة تنسيهم شرب مياه ملوها ملحا أجاجا .
يوجد في الدفعة أكبر تجمع سكاني على مستوى المركز ، وتشهد صناديق الإقتراع على ذلك و عند أدعياء السياسة الخبَرُ اليقين.
تساءل عن حصين كل ركب وعند دجينة الخبرُ اليقينُ
يوجد في القرية ما يناهز ثلاثين بئرا أصبحت مهجورة بسبب ارتفاع درجة الملوحة التي صارت تشكل خطرا صحيا على السكان و تسببت مرار في نفوق أعداد كبير من الماشية، الأمر الذي جعل أهلها يضطرون إلى استجلاب الماء من مدينة العوينات رغم غلاء سعر البرميل الذي أصبح يتراوح سعره بين 1500 إلى 2000 أوقية قديمة.
لم يسجل التاريخ يوما أن البلدية ساهمت ولو بصهريج ماء واحد لصالح القرية رغم ماتعانيه من عطش و شح في مصادر المياه الجوفية الصالحة للشرب.
لم يشفع للقرية كثافة سكانها و لا ولاؤها المطلق للحزب الحاكم و لا غيره من أحزاب الأغلبية .
لقد آن الأوان لترتيب البيت من الداخل و إعادة الأمور إلى نصابها.
لقد آن الأوان لإنصاف "الدفعة" و ذلك عبر سقايتها من مياه بحيرة "اظهر" .