على الطريق الرابط بين مدينة " ازرافيه "ومدينة " تامشكط " تعترض طريقك وأنت تحث السير ميمما وجهتك قرية (بغداد) التابعة لبلدية "الصفا" بمقاطعة تامشكط بالحوض الغربي، قرية تنبؤك أبنيتها وأخبية منازلها المتواضعة بحال ساكنتها ؛ وتجيب صعوبة أحوال أهلها المعيشية على الأسئلة التي تدور بخلدك وتتجمع متسابقة للطرح على السكان قبل أن تنبس ببنت شفة .
وجوه حزت الظروف الصعبة في مفصل خدودها فحفرت مغارات تشققت سماتها بسببها ، وغابت معالمها الخَلقية نتيجتها.
انعدمت الخدمات وتصامم الوسيط ، فلامنتخب واحد يكلف نفسه عبء حمل هموم مواطنين استسلموا لحالهم وتقوقعوا على أنفسهم ورضوا بالقضاء والقدر وءامنوا به حظا ونصيبا.
خدمات التعليم والصحة والماء والكهرباء مجرد الحديث عنها يعتبر أمنية عندهم قبل أن يتحول إلى مطالبة .
ينتهز سكان قرية بغداد وجود فصل الخريف ليتحولوا من مطاردة المياه وجلبها من مسافات بعيدة ترهق الكاهل وتستهلك الوقت والجهد ، ليتحولوا إلى المستقعات والبرك المائية جاعلين منها بديلا مؤقتا لسقايتهم .
مررنا ونحن في رحلة إنتاجية لموقع " لعيون إنفو " على بعض سكان القرية وهم يسقون ويتزودون ماء من تلك البرك والمستنقعات وسألناهم عن أهم المشاكل المطروحة للساكنة هناك فعبروا لنا عن معاناتهم مع العطش التي يعيشونها ويتعايشون معها منذ أمد بعيد ، وأن حل مشكله بالنسبة لهم يعتبر أولوية الأولويات ، مطالبين الجهات المختصة والمسؤولين بأن يرقوا لحالهم ليتغير وضعهم إلى الأحسن وذلك بتوفير مياه صالحة للشرب لأنه لايمكن لحياة أن تقوم وتدوم بدون مياه.
حملنا الرسالة وبلغناها علها تجد أذنا صاغية وقلوبا واعية تستجيب لفحواها مؤمنة بأن خدمة المواطن وتوفير الخدمات له هي سبب وجودها ومنبع تواجدها .