الإنسان ذلك الكائن الحي الذي ميزه الله تعالى عن غيره من الكائنات الوجودية الكونية بالعقل ؛ وسخر له الكون وكرمه على سائر المخلوقات.
أخضعه الباري عز وحل للإيمان بالقضاء والقدر ورتب له الأجر والمثوبة على ذلك حتى يظل التوازن النفسي لديه قائما لاتؤثر فيه صروف الدهر ولاحدثانه.
وللإعاقة أثر نفسي كبير على عطاء من ابتلي بها ، ويتفاضل أصحابها بين من يجعل منها حافزا قويا يستلهم منه معنى التحدي والصبر والقوة والجلد ، وبين من يستسلم لها نتيجة عوامل عديدة .
ومن أصحاب الإعاقة التي تجاوزوا جانبها النفسي المؤثر ، وجعلوا من عاملها المحفز المشجع على تخطي عقبابها الكابحة لنية العطاء وبذل الجهد رافعة للمشاركة في البناء والتوجيه والإرشاد محمد الأمين عبد الله النحوي الملقب (يي) ذلك الشاب العصامي المنحدر من بلدية الفلانية بولاية الحوض الغربي والذي لم يترك بابا للتأثير ، ولاطريقا للتنوير إلا سلكها ، ليبرهن بجلاء أن المعاق الحق هو من استسلم للخنوع ، وخضع للميوع ، ولم يفهم رسالة الإنسان التي حمل .
وإليكم سطورا كتبها محمد الأمين علها تترك رسالة مؤثرة تنتشل من فئته الكثير لتصنع منهم مؤثرين قادرين على رفع التحدي وتجاوز العقبات.
بسم الله الرحمن الرحيم
الإسم محمد لمين عبد الله النحوي الملقب (يي)
من مواليد التسعينيات، منحدر من بلدية الفلانية التابعة لمقاطعة كوبني التابعة لولاية الحوض الغربي
دارسْ في ثانوية الفلانية، ناشط في المجال التطوعي وتوعية المجتمع ، رئيس رابطة اتحاد شباب بلدية الفلانية سابقا ونائب الرئيس حاليا، مؤسس الجمعية النسوية لبلدية الفلانية، وأحد مؤسسي نادي جيل البناء الثقافي لبلدية الفلانية .
كما يعلم الجميع أو جل العارفين فأنا شخص معاق، لدي إعاقة بصرية ونتيجة لما يعانيه المعاق في وطننا ككل وفي الداخل على وجهِ الخصوص من إقصاء وتهميش وتغييب وحرمان من طرف الدولة والمجتمع ولأنني أعرف وأعيش تلك المعاناة ولأنه ليس من رأى كمن سمع، قررت مستعينا بالله أن أفتح هذه الصفحة وذلك لتسليط الضوء على المعاق ولِتكون هذه الصفحة صوتاً ومنبرا له وللحديث عنه وعن معاناته أين ما حل وارتحل.
لكن قبل أن نتطرق إلى المشاكل والتحديات التي يعاني منها الشخص المعاق يجب أن نتطرق قليلا على معنى أن تكون معاق :
فالإعاقة تعني الإصابة بقصور كلي أو جزئي بشكل دائم أو لفترة طويلة من العمر في إحدى القدرات الجسمية أو الحسية أو العقلية أو التواصلية أو التعليمية أو النفسية، وتتسبب في عدم إمكانية تلبية متطلبات الحياة العادية من قبل الشخص المعاق واعتماده على غيره في تلبيتها، أو احتياجه لأداة خاصة تتطلب تدريبًا أو تأهيلًا خاصا لحسن استخدامها.
والشخص المعاق ليس عالة على المجتمع بل هو جزء منه وله دور فيه ويشارك في تنميته وازدهاره فالاشخاص المعاقين برزوا في أدوار كبيرة وحققوا نجاحات باهرة في شتى مجالات الحياة المختلفة نتيجة لكمية الدعم والمآزرة التي تلقوها من جانب الدولة والمجتمع .
ومن أهم التحديات التي يعاني منها المعاق هو النظرة السلبية التي ينظر له بها المجتمع حيث ينظر إليه كشخص ناقص وبلا فائدة مما يسبب حالات نفسية لهذه الفئة من المجتمع والشعور بالنقص والعبئِ، بينما كان في الإمكان تقديم دعم وتحفيز ومآزرة بدل النظرة السلبية، حتى تتمكن هذه الفئة والتي تعتبر جزءًا لا يتجزءُ من المجتمع من المساهمة في عملية البناء والتنمية فالكثير من المعاقين يمتلكون مواهب كبيرة لا تحتاج إلا إلى دعم معنوي بسيط ليتم إخراجها والاستفادة منها
وقل ما تجدُ بجانب المعاق لتقديم الدعم والمساندة سوى حيزهِ الأسري بينما ينظرُ إليه بقية المجتمع نظرة احتقار وتنمر واستنقاص .
ومن أهم المشاكل كذلك التي يعاني منها المعاق هو غياب دور الدولة ممثلةً في وزارة الشؤون الاجتماعية والطفولة والأسرة وإن كانت هذه الوزارة قد قدمت شبه إهتمام مؤخرا إلا أنه اختصر على الفئة الموجودة في العاصمة انواكشوط، أما معاقي الداخل فحدث ولا حرج فليس هنالك أبسط اهتمام من جانب الدولة ولا حتى أية رقابة أو إحصاء وهو ما نرجو ونتمنى أن يتغير مستقبلا.
فالمعاق جزء من المجتمع ولديه حقوق يحق له نيلها كبقية أفراد هذا المجتمع ، من المشاكل التي يعاني منها المعاق كذلك هو غياب دور رواد مواقع التواصل الإجتماعي من مدونين ومنصات وصفحات ومجموعات وغيرها عن الحديث عن المعاق والاهتمام به ومناقشة قضاياه وإيصال معاناته وهو ما أدعو ومن خلال هذا المنبر بضرورة تغيره من خلال مشاركة رواد مواقع التواصل الإجتماعي في محاولة تسليط الضوء على الحالة البائسة التي يعاني منها المعاق وخاصة في الداخل ،
كما يلاحظ غياب دور العُمد والولاة والحكام والنواب والمنتخبين بشكل عام والهيئات والمنظمات والفاعلين في منظمات المجتمع المدني في الذود عن المعاق وتسليط الضوء عليه وطلب الإهتمام وتقديم الدعم والمساعدة له .
وادعو من هذا المنبر إلى ضرورة تغير النظرة السلبية التي ينظر بها إلى المعاق من طرف المجتمع حتى يكون المعاق شخصا منتجا وواثقا من نفسه ومشاركا في بناء وطنه
كما ادعو إلى تقديم الإهتمام والرعاية اللازمة من طرف الدولة وكذلك مشاركة رواد مواقع التواصل الإجتماعي والمنتخبون والفاعلون الإجتماعيون ومنظمات المجتمع المدني إلى في إيصال معاناة هذه الفيئة التي تعتبر جزءًا لا يتجزءُ من المجتمع.