استمعت إلى خطاب فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد الشيخ الغزواني بمناسبة تخرج دفعة من طلاب المدرسة الوطنية للإدارة والصحافة والقضاء. وقد استوقفتني فيه النقاط التالية :
مستوى الشجاعة المتزايد الذي أبان عنه في خطاب ودان من خلال مواجهة الموروث الاجتماعي السلبي والذي كان من التابوهات التي يحرم الحديث عنها بهذه الصراحة، وعززه بالحديث مؤخرا عن أوجه القصور والاختلال التي تعاني منها الإدارة، وعهدُنا بالرؤساء والمسؤولين السامين لا يذكرون إلا الإنجازات حتى لو اختلقوها اختلاقا.
حرصه على مخاطبة ضمائر موظفي ووكلاء الدولة، عبر دعوتهم للتحلي بالمسؤولية والنهوض بها أو التخلي عن الوظيفة بكرامة وإفساح المجال لمن هم أجدر بها وأقدر على تحمل تبعاتها، وهي دعوة تنسجم مع إضفاء الطابع الأخلاقي على ممارسة الشأن العام الذي ميز تسيير فخامته منذ استلم مقاليد الأمور في البلاد.
اطلاعه على أدق تفاصيل تعامل الإدارة مع المواطنين، وإعلانه تخصيص موظفين في الرئاسة لمتابعة مشاكلهم والنظر في تظلماتهم والسعي لإنصافهم، وتأكيده على أن حفظ كرامتهم أولى لديه من أي شيء آخر.
إدراكه أن الوسائل المادية واللوجستية وحدها لا تكفى ما لم يقم عليها كادر بشري مؤهل ومتفانٍ في العمل، ولا أدل على ذلك من كون الرقمنة والتقنيات الحديثة لم تفلح لوحدها في تطوير خدمات الوكالة الوطنية لسجل السكان والوثائق المؤمنة.
إيمانه بأن الفساد الإداري لا يقل خطورة عن الفساد المالي والفساد الأخلاقي، وتأكيده أن الحرب على كل تلك الأوجه من الفساد مستمرة ومتصاعدة.
استنهاضه لهمم النخب ودعوتها للولاء للوطن حصرا والتسامي على الانتماءات الضيقة ما قبل "الدولتية".
غير أن هذا التشخيص الدقيق لمكامن الخلل يحتاج مساعدتنا جميعا بغية التغلب عليها من خلال ترجمة وضوح الرؤية لدى فخامة الرئيس إلى عمل ميداني فعال يرمي لعصرنة إدارتنا وتقريبها من المواطن.
نائب مقاطعة لعيون السابق المهندس سيدي عالي ولد سيد الامين