لغن بورويگيجْ|الداه شيخاتي محمد راره

تُستخدمُ هذه العبارة التي تحمل شحنة قدحية للدلالة على قبح النص وعدم جدوائيته ما دام لابد له من ملازمة ذلك آرويگيج الذي يشرحه..
و يضرب بها الماء في وجه لمغني -حين يأتي بنص يحتاج لبعض الشروح نظرا لتلك الفسحة- والتي عبر عنها العبقري الفذ المتصوف النفري بقوله :كلما اتسعت الرؤية ضاقت العبارة - القائمة بين لمغني والمتلقي حتى لايخرج عن نظام القطيع المسيطر على الذائقة المجتمعية والموجه لها والحارس لقيمها..
و قد تحيلنا هذه العبارة إلى تلك المقولة التي تقول "المعنى في بطن الشاعر"التى يستخدمها الشاعر عادة للدفاع عن موقفه أو الهروب من تبعات ذلك..
و في كلا العبارتين متسع للقول وخاصة إذا علمنا أن الشعر : "فن تفاعلي موجه ، وتعبير وجداني أو عقلي مؤثر" أي لاينبغي أن يبقى في بطن الشاعر كي لايُبقر بطنه ، ولا أن يلازمه ذلك آرويگيج لكي لا يحرمه حرية التطواف بين متذوقي الأدب..
و قد يفهم من العبارتين أنهما على طرفي نقيض أو أن عبارة المعنى في بطن الشاعر ماهي إلا رد على من يقول بأن لغن لايحتاج آرويگيجْ..
و بسطا لهذه الاشكالية ولكي نخرج من تلك الدوامة (بطن الشاعر ، لغن بورويگيج)
لابد من أن نضع في الحسبان أن هناك كما يقال :
1-معانيَ مشتركة تفهمها العامة وهذه لا إشكال فيها.
2-معانيَ خاصة لايفهمها إلا الخاصة وهذه تحتاج إلى قدر من الثقافة والاطلاع.
3-معانيَ تبقى عصية على الطرفين وهذي مايكن أن نطلق عليها هذا الحكم الذي نحن بصدد تناوله..
و هذا يحيلنا إلى اشكالية المتلقي و هل نحن من العامة أو الخاصة مع العلم أن فهم النص يمر بمراحل ثلاثة :
-الإدراك
-الفهم
-مرحلة التخزين
كما أن القراءة تكون : -نصية -تناصية -تداولية
وهنا مكمن الخطأ حين نوحد المستويات الثلاثة ، أو نعطي للمستوى الأول الحق في الحكم على نص تخطى مستوى الإدراك والفهم عنده..
و لا غرابة إذا سمعتم بعض الخطباء على المنبر يردد قول ول أبي : "فَرضْ اصْلاة الجمعَة مَعروفْ.." لكن الأغرب من ذلك حين تفسر له مراد الشاعر إذ يقول بعد أن كان مزهوا بالنص هذا ماهُ اغْنَ، اتْفُ بغنَ بورْويگيجْ وحين تخبره بأن گولت ول امبيريك "... ولِّ ماهُ لعمرْ مخلُوفْ" أن لعمر اسم امرأة وأن هذا اسلوب من أساليب البلاغة يرد عليك آنَ اغْنَ بورْويگِيجْ ماهُ اغنَ عندِي اتوفْ..!! وحين تشرح له مراد ولد احمد يوره "مزلتْ إِلَ رادْ الجوادْ انخلِ عزتْ عرادِ لولادِ ..."أن المراد بالعراد عنده كما يفسر البعض هي كلمة التوحيد يقول لك بأن لغن إذا فسر يفقد قيمته الأدبية والأمثلة كثيرة..
و في هذه العجالة أريد أن أنبه كل من يتصدر للحكم على النصوص أنه ليس كل نص غير مفهوم عنده هو اغن بورويگيج وأن بعض الغموض الذي يجده داخل بعض النصوص قد يكون مفهوما عند غيره..
و أن مقولة الفرزدق علينا أن نقول وعليكم أن تتأولوا ليست إلا بسطا لما قاله المتنبي:
أنام ملئ جفوني عن شواردهَا ^^ و يسهر الخلق جراها ويختصمُ.

مشاركة هذا المحتوى: