التغيير القادم |ابراهيم أبكر

تشكل المراسيم الرئاسية الصادرة اليوم حلقة هامة في مسار بدأ بخطابي عيد الإستقلال و خطاب وادان وبيان الرئاسة يوم أمس، وسيمتد هذا المسار حتما ليشمل إقالة الحكومة أو تعديلا وزاريا موسعا على أقل تقدير يتوج بتغييرات قطاعية قد تطال بعض المؤسسات المستقلة وبعض الإدارات المركزية، لكن الأهم من كل هذا أن تكون الخطوة هذه المرة أكثر جدية من ذي قبل وأن يدرك القائمون على الشأن العام أنه لا مناص من جرأة في القرار وصرامة في الرقابة والتنفيذ، إذ لم يعد الوضع قابلا للتسويف والوعود.
إن الإصلاح أي إصلاح يتطلب أولا التخلص من مافيا الفساد التي لا زالت تنخر عظم الدولة، إذ لا مصداقية إطلاقا لأي تغيير أو إصلاح يتخذ من وزراء الحقب الماضية وسيلة لإدارة الإصلاح.
السيد الرئيس قد نقبل اعتذاركم وحسن نيتكم تجاه البلد لكن خطاباتكم الأخيرة أبانت عن دراية كاملة لماتعانيه البلاد على الصعيدين الإقتصادي والإجتماعي والمشكلات الهيكلية التي نعانيها وبالتالي تكونون بعد الآن غير معذورين في التقصير تجاه ما أبنتم عنه.
سيدي الرئيس الفرصة سانحة لإحداث تغيير جوهري وقطيعة مع الماضي،قبل فوات أوانه، لكن ذلك لن يتأتى ما لم تشرف بنفسك دون وسيط على مجريات الأمور بتفاصيلها المملة حتى لا تجد نفسك في واد وما يوضع على مكتبك من معلومات عن سير الأمور في واد آخر.
سيدي الرئيس لقد مثل برنامجكم الإنتخابي الذي أعلنتم عنه إبان حملتكم الرئاسية أملا كبيرا لأغلبية الشعب الموريتاني وهو ما تجسد في منحكم ثقته وتوجتم رئيسا للجمهورية في شوط الإنتخابات الأول وفور تسلمكم مقاليد السلطة بدأتم تنفيذ ما تعهدتم به من خلال مشروعكم الأهم ( تآزر) والمدرسة الجمهورية وغيرها من المشاريع الطموحة، لكن غربال الفساد عصي على الإصلاح.
سيدي الرئيس إن حجم المنجز رغم أهميته لا يرقى لمستوى الإنفاق ولا مستووى تطلعات وآمال الشعب ولا يمثل سقف طموحكم المعلن، الشيء الذي يتطلب منكم أخذ هذه الملاحظات على محمل الجد والعمل على تغيير سريع يستجيب للحاجة الملحة أكثر من أي وقت مضى وأن لا تأخذكم في من أثبتت أيام تسييره فسادا رأفة حتى تبرئون ذمتكم وحتى يكون ذلك ترجمة صادقة لخطاباتكم الأخيرة وبيانكم الأخير هو الآخر.
مشاركة هذا المحتوى: