مدرسة الصديق أو الشرقية من أقدم وأعرق المدارس الإبتدائية في مدينة "لعيون "عاصمة الحوض الغربي.
تقف اليوم صامدة على استحياء بعد أن شاخت وشابت ضفائرها في العطاء التربوي ؛ والإسهام المعرفي ؛ الذي زودت به أجيالا عبروا منها إلى ضفاف المراحل التعليمية الموالية.
سقط حائطها وتداعت جدرانها ، وخرت سقوفها ولم يبق من معالمها الشاهدة على تاريخ حافل شع نوره زمنا حين كان التعليم يعز مطلبه على غير أصحاب النفوس الطموحة والهمم العالية إلا بقية أطلال شاهدة على زمن كالربيع حل وزال .
ورغم أن مدرسة الصديق تقع على طريق الأمل؛ تحرج بمعالمها وحيطانها الساسة المحلين ، ومايدعي أنه مجتمع مدني والوزارة الوصية ؛ وأصحاب الشأن العام ؛ وذلك حين تعترض طريقهم منادية تستغيث الترميم والرعاية ، إلا أن صراخها على هذا الطريق الحيوي ؛ والشريان النابض ؛ لم يجد أذنا واعية ولا أسماعا صاغية ، وحين ملت النداء التفت على نفسها في خشوع المستسلم لأمره ولسان حالها يقول :
ولو نارا نفخت لقد أضاءت@
ولكن أنت تنفخ في رماد@
لقد أسمعت لو ناديت حيا @
ولكن لاحياة لمن تنادي@
اليوم وفي ظل حكم الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني الذي ينشد تحقيق مدرسة جمهورية تعزز قيم التعايش بين مجتمع تحكمه روابط الإسلام والتعايش البيني ، مدرسة جمهورية تسعى إلى تحقيق متطلبات المدرسة من بنى تحتية ، وأقسام دراسية ، ومدرسين أكفاء قادرين على رفع التحديات والمعوقات الصادة عن تحقيق تلك الطموحات ، تأمل مدرسة الصديق أن تنتشلها يد البناء من وضعها المزري الذي تقبع فيه .
ونتساءل هنا هل سيشفع لهذه المدرسة العريقة قربها وجيرتها للمجلس الجهوي لولاية الحوض الغربي لتنال ولو حظ الجار وحقه لبناء فصولها التي خرت على عروشها ، وحائطها الذي عفت عليه عاتيات السنين ؟
أم أنها يصدق فيها قول الشاعر :
وجاورتها أرجو السلو بقربها@
فدل علي جاور الماء تعطش@؟